رعب إسرائيلي من انفجار الأوضاع بالضفة الغربية.. استخبارات الاحتلال توصي بتخفيف الضغوط على الفلسطينيين قبل رمضان.. وبن غفير يصر على تقييد دخول المصلين للأقصى
تنتاب الأجهزة الأمنية داخل دولة الاحتلال حالة من الترقب لما ستسفر عنه الأحداث فور دخول شهر رمضان المبارك وطريقة التعامل مع زحف الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى لأداء الصلوات والاعتكاف داخل المسجد بالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة الذي خلف أكثر من 29 ألف شهيد ومخططات لاجتياح مدينة رفح الفلسطينية التي تضم أكثر من 1.4 مليون فلسطيني نازح من الشمال، وهو الأمر الذي قد ينبئ عن انفجار الأوضاع بالضفة الغربية.
وتجري الأجهزة الأمنية داخل دولة الاحتلال دراسة للموقف من أجل تفادي اشتعال أزمات بالتزامن مع العدوان على غزة وإصرار حكومة الاحتلال على تنفيذ مخطط اجتياح رفح الفلسطينية وهو الأمر الذي جعل جهاز المخابرات الإسرائيلية الداخلية “الشاباك” يحذر من حدوث اضطرابات بين "عرب الداخل" إذا تم تقييد وصولهم إلى المسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك.
احتمال حدوث اشتباك بين الشرطة الإسرائيلية وعرب الداخل خلال شهر رمضان
وذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية، مساء السبت الماضي، أن هناك تحذيرات من جهاز الشاباك تقضي باحتمال وقوع اضطرابات بين عرب الداخل في إسرائيل في حال عدم سماح السلطات الإسرائيلية لهم بالوصول إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.
وأفادت القناة على موقعها الإلكتروني أن هذه التحذيرات قد جاءت في جلسات ومشاورات أمنية مكثفة، خلال الفترة الأخيرة، وهو ما قد يترك أثره على بلدات ومدن الضفة الغربية حيث يسود تخوف إسرائيلي متجدد من احتمال اندلاع بين سكان الضفة الغربية والجيش الإسرائيلي.
تحذيرات أجهزة الأمن الإسرائيلية من انفجار الأوضاع في الضفة قبيل شهر رمضان
تحذيرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلي تأتي وسط تصعيد قوات الاحتلال في الضفة الغربية منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي في غلاف قطاع غزة، وقتلت 394 فلسطينيًا، واعتقلت الآلاف، في حملة قالت إنها تهدف إلى منع تحول الضفة إلى جبهة أخرى محتملة في الحرب الدائرة ضد غزة.
وتخشى إسرائيل من دخول الضفة على الخط، لكن لم يسجل منذ السابع من أكتوبر سوى بضع عمليات محدودة.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الأجهزة الأمنية رصدت ارتفاعًا طفيفًا في الحوادث الأمنية والهجمات قبل رمضان.
وتخشى أجهزة الأمن الإسرائيلية، عادة، تصعيدًا في رمضان، وبلغت هذه المخاوف ذروتها هذا العام بسبب الحرب على قطاع غزة.
وضغطت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على المستوى السياسي في إسرائيل من أجل إدخال تسهيلات قبل رمضان الحالي، تشمل السماح بعودة العمال الفلسطينيين، والسماح لأعداد أكبر من سكان الضفة بالوصول إلى المسجد الأقصى، ودفع خطوات لتعزيز السلطة الفلسطينية في رام الله.
وأبلغ مسؤولون أمنيون إسرائيليون نظراءهم في السلطة بأنهم سيتخذون خطوات عدة لمعالجة الوضع، بما في ذلك تقليل عدد الحواجز، وتقليل عدد مداهمات الاعتقال، والسماح لمجموعة من بضعة آلاف من العمال فوق سن 45 عامًا بالعودة إلى وظائفهم في إسرائيل، وإعادة فتح كثير من المدن الفلسطينية أمام عرب الداخل.
كما قالوا إنهم ينوون إبداء مرونة أكبر في مسألة العوائد الضريبية.
ويرى مسؤولو الأمن في إسرائيل أن السماح بعودة العمال الفلسطينيين وتخفيف الإجراءات الأمنية في الضفة الغربية، وتمكين الفلسطينيين من الصلاة في المسجد الأقصى خلال رمضان، من شأنه أن يمنع تصعيدًا واسعًا في الضفة خلال رمضان.
الرباط في المسجد الأقصى المبارك
وتتواصل الدعوات الفلسطينية، للرباط في المسجد الأقصى المبارك وشد الرحال إليه خلال هذه الأيام وخلال شهر رمضان، وكسر الحصار المفروض عليه، والتصدي لقيود الاحتلال المتصاعدة تجاهه.
وأكدت الدعوات ضرورة تكثيف التواجد في الأقصى وتجاوز قيود الاحتلال العسكرية، في البلدة القديمة والمناطق المحيطة بالمسجد المبارك.
وذكرت أن التمسك بالأقصى وحمايته من مخططات التهويد يجب أن يكون الأولوية القادمة، في ظل انتهاكات الاحتلال بحق المقدسات الإسلامية وقراراته المجحفة لتقييد دخول الفلسطينيين إلى مسجدهم.
اقرأ أيضا.. ضربة موجعة تكتب نهاية نتنياهو، الإسرائيليون يتوحدون ضد حكومة الاحتلال المتطرفة، مطالبات بانتخابات مبكرة، وهذا المرشح الأوفر حظا لتولي الحكم
تقييد السماح بوصول الفلسطينيين إلى الأقصى
وادعى وزير الأمن القومي الإسرائيلي، اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، اليوم الاثنين، اعتقاده بأن القيود المفروضة على الوصول إلى المسجد الأقصى ضرورية خلال شهر رمضان.
وانتقد خلال حديثه خلال اجتماع لحزب "عوتسما يهوديت" في الكنيست، أعضاء الأجهزة الأمنية، الذين يعتقدون أن السماح بالوصول إلى الحرم القدسي هو أمر ضروري خلال شهر رمضان، وفقا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وقال بن غفير: "طلب مني أحد المسؤولين عدم الذهاب إلى الحرم القدسي خلال عيد العرش اليهودي، لأن ذلك قد يزعج حركة "حماس" الفلسطينية، ولكن هجوم 7 أكتوبر الماضي ما زال قائما".
وأشار إلى أن أولئك الذين "يعارضون سياساته هم نفس الأصوات التي قالت إنه إذا سمحنا للفلسطينيين فيه للدخول إلى الحرم القدسي ستكون الأمور على ما يرام".
وأضاف وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير أن "الشرطة مسئولة عن القانون والنظام في دولة إسرائيل، والشرطة هي الهيئة التي تتحمل المسئولية في الحرم القدسي، ومن يتحمل المسئولية يجب أن تكون له السلطة أيضا".
خطة الاحتلال الإسرائيلي بشأن الصلاة في الأقصى خلال شهر رمضان
وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ادعى الاثنين، أنه اتخذ قرارا متوازنا يسمح بحرية العبادة في المسجد الأقصى بالقدس خلال شهر رمضان، لكن دخول المسجد سيخضع لقيود حسب الظروف الأمنية.
وردا على سؤال حول احتمال منع دخول المسلمين الإسرائيليين إلى المسجد الأقصى، قال مكتب نتنياهو: اتخذ رئيس الوزراء قرارا متوازنا يسمح بحرية العبادة حسب الظروف الأمنية حسبما يراها المختصون".
وعادة ما تضع إسرائيل قيودا على دخول المصلين، على سبيل المثال على أساس العمر، لتجنب اندلاع أعمال عنف.
ومع اقتراب شهر رمضان، لا تبدو حرب غزة على وشك الانتهاء في ظل إصرار إسرائيل على اجتياح رفح بريا، وهي عملية يمكن أن تستغرق عدة أشهر وفق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو
حرب دينية تقودها المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني
من ناحيته قال خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، مساء الإثنين، إن قرار منع المسلمين من دخول المسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك باطل ويتعارض مع حرية العبادة.
وبحسب المركز الفلسطيني للإعلام، حذر خطيب المسجد الأقصى المبارك، من مخططات الاحتلال وقيوده المتصاعدة على المسجد وقراراته تقييد دخول الفلسطينيين إليه خلال شهر رمضان القادم.
وقال صبري في تصريح صحفي: إن الاحتلال يهدف لتفريغ الأقصى من المسلمين، وهو ما سيؤدي لتفجّر الأوضاع بالضفة الغربية.
وكانت حركة حماس قد أكدت أن تبني حكومة الاحتلال لمقترح الوزير المتطرف بن غفير، بتقييد دخول فلسطينيي الداخل المحتل إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، هو إمعان في الإجرام الصهيوني والحرب الدينية التي تقودها مجموعة المستوطنين المتطرفين ضد شعبنا.
وأوضحت الحركة أن هذا القرار هو انتهاك لحرية العبادة في المسجد الأقصى المبارك، ما يشير إلى نيّة الاحتلال تصعيد عدوانه على المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.
ودعت الحركة أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل والقدس والضفة المحتلة، إلى رفض هذا القرار الإجرامي، ومقاومة صَلَف وعنجهية الاحتلال، والنفير وشد الرحال والرباط في المسجد الأقصى المبارك.
وحذرت الحركة الاحتلال من أن المساس بـ المسجد الأقصى أو حرية العبادة فيه، لن يمر دون محاسبة، وأن القدس والأقصى ستبقى بوصلة الأمة وعنوان حراكها وانتفاضتها المباركة، وانفجارها في وجه الظلم والصَّلَف والعدوان.
و